ماكاو تزدهر في ظل التكامل الأعمق ضمن التنمية الوطنية

افتُتح جسر ماكاو الجديد رسمياً أمام حركة المرور قبل أكثر من شهرين. الجسر، الذي يتكون من ثمانية مسارات، يربط شبه جزيرة ماكاو بمنطقة تايبا، ويعد الرابع من نوعه الذي يعبر البحر بين المنطقتين. وقد ساهم هذا الجسر في تسهيل حركة الأشخاص والبضائع، مما يعزز بشكل كبير النشاط الاقتصادي في المنطقة.

قبل عودتها إلى الصين، كانت بنية ماكاو التحتية تعتبر متخلفة نسبيًا. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت المعالم الشهيرة في المدينة مثل أنظمة السكك الحديدية الخفيفة والجسور البحرية رموزًا بارزة على تقدمها وازدهارها.

في عام 1999، سجل الناتج المحلي الإجمالي لماكاو 51.9 مليار باتاكا (ما يعادل 6.23 مليار دولار أمريكي)، بينما بلغ في عام 2023 نحو 379.5 مليار باتاكا. وفي ذات السياق، تجاوز إجمالي مدخرات سكان ماكاو بنهاية العام الماضي حاجز الـ700 مليار باتاكا، مسجلًا زيادة ضخمة بلغت ثمانية أضعاف مقارنة بعام 1999. على مدار الخمس والعشرين سنة الماضية، تحولت ماكاو إلى واحدة من أغنى مدن آسيا.

تنويع الصناعات

بينما شهد اقتصاد ماكاو نموًا مستمرًا، عملت المدينة أيضًا على تنويع صناعاتها بشكل تدريجي، متجاوزةً بذلك اعتمادها على قطاع الكازينو. وبدعم من الحكومة المركزية، تمكنت ماكاو من بناء بنية اقتصادية أكثر تنوعًا وتوازنًا واستدامة.

منظر لجسر ماكاو.

قال هو يات سينج، الرئيس التنفيذي لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة: "على مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية، حققت ماكاو تقدمًا ملحوظًا في إطار مبدأ 'دولة واحدة ونظامان'، مشيرًا إلى أن نسبة الصناعات الرئيسية التي تساهم في التنويع الاقتصادي قد زادت بشكل مطرد، مما جعل الاقتصاد أكثر مرونة وتنوعًا".

من المهم أن نلاحظ أن قطاع السياحة في ماكاو لعب دورًا كبيرًا في تحولها الاقتصادي. بفضل مزيجها الفريد من الثقافات الصينية والغربية، ومشهد الطهي المتنوع، والأنماط المعمارية المميزة، أصبحت السياحة جزءًا أساسيًا من التنوع الاقتصادي في ماكاو. تعمل حكومة منطقة ماكاو الإدارية الخاصة على تعزيز جاذبية المدينة، وجذب السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالتراث الثقافي الغني الذي تتميز به.

يلتقط السياح صورة أمام أطلال القديس بولس في ماكاو في هذه الصورة الملتقطة في 12 فبراير.

في عام 1999، استقبلت ماكاو 7 ملايين زائر فقط. ومع حلول 7 ديسمبر 2024، ارتفع العدد السنوي للزوار إلى 32.5 مليون. وتعد ماكاو اليوم واحدة من المدن التي تضم أعلى تركيز لمواقع التراث العالمي لليونسكو على مستوى العالم، وتسعى لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للسياحة والترفيه. وفقًا لمسح أجرته أكاديمية السياحة الصينية، تم تصنيف ماكاو كأكثر وجهة خارجية مرضية للسياح من البر الرئيسي في الربع الأول من عام 2024.

شهدت المدينة أيضًا طفرة كبيرة في صناعة الترفيه على مر السنين، بما في ذلك ظهور الحفلات الموسيقية واسعة النطاق. وقال مغني التينور ماكاو، ليو ناي تشي: "سواء من حيث الفعاليات الثقافية أو البنية التحتية، فإن ماكاو تُعد مكانًا مثاليًا للعروض"."اليوم، يأتي العديد من السياح من البر الرئيسي ومن الخارج إلى ماكاو خصيصًا لحضور الحفلات الموسيقية. "

في عام 2023، اجتذبت الفعاليات الثقافية والفنية نحو 20 مليون مشارك، حيث جذب مهرجانات الحفلات الموسيقية واسعة النطاق حوالي مليون مشارك وحققت مبيعات بلغت نحو 1.1 مليار باتاكا. وتساهم القطاعات غير المتعلقة بالألعاب الآن بأكثر من 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي لماكاو، مسجلة زيادة مستمرة مقارنة بالسنوات السابقة.

في هذه الصورة الملتقطة في 26 نوفمبر، يقدم أحد الموظفين مرافق الخدمة الذاتية لحكومة ماكاو في مركز الخدمة الحكومية بمنطقة التعاون المتعمق بين قوانغدونغ وماكاو في هينجتشين.